الْإِيمَانَ الَّذِي لَا يُلبس بِظُلْم ماهُو ؟ لّا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى ايخاف كَلِيمُ اللَّهِ ؟
https://drive.google.com/file/d/1jVWVCxheTMgwBR6M9cELLk5c1s4QCTCv/view?usp=sharing
دوس علي الرابط لتحميل المقالالْجَوْهَرَة 26
الْإِيمَانَ الَّذِي لَا يُلبس بِظُلْم ماهُو ؟
لّا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى ايخاف كَلِيمُ اللَّهِ ؟
الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)
بِظُلْمٍ فَهِي تشتدّ حسرةُ
بِأَعْرَاضِهَا عَنْ اللَّهِ
أَو إصرارها عَلَى مَعْصِيَةٍ اللَّهِ
أَو إيذائها لِعِبَادِ اللَّهِ
أَوْ سُوءِ ظنّه فِي اللَّهِ أَوْ فِي خَلْقِ اللَّهُ
أَو لمخالفةِ شرعِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَسْبَابِ الْحِرْمَان الْقَاطِعَة
وَتَمّ مَوْعِظَتِه مَرَّة وَاثْنَيْن وثلاثةوعشرة وَأَلَّف
وَلَا حَيَاةَ لِمَن تُنَادِي
فستهانت فِي ذَلِكَ
فأصرَّت واستكبرت وفاتَها العطاءُ
وَفَاتِهَا الخيرُ
ياربي لَا تجعنا مِنْ هَؤُلَاءِ
لَا تَجْعَلْ فِينَا محروماً يَا كَرِيمُ يَا رَحِيمُ فِي شَهْرِ الْكَرْم قَرُبَت النِّهَايَات ياربي فَاجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ العطايات ياربي
وَانْظُرْ إلَى أُمِّهِ هَذَا النَّبِيِّ بِهَذَا النّبِيّ ، وَارْحَمْنَا يَا رَحِيمُ ، وَأَكْرِمْنَا يَا كَرِيمُ وثبِّت أَقْدَامِنَا عَلَى صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ،
(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) ،
صِرَاط المحبوبين وَالْمُقَرَّبِين ،
صِرَاط النَّبِيِّين والصدّيقين وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ . .
هَذَا الْفَضْل فِي مِثْلِ هَذَا الشَّهْرِ يناديكم هَل هَل هَل
وهلموااااا
لِأَنّ تَأْخُذُوا نصيبَكم مِن فضلِ رَبِّكُم ،
بِصِدْق الوِجهة إلَيْه ،
رَبِّي لَك وَجَّهْت لَك وَجْهِي يَارَبّ
. فَأَقْبَل إلَيْنَا بوجههك الْكَرِيمِ فِي الشَّهْرِ الْكَرِيم بِشَفَاعَة النَّبِيُّ الْكَرِيمُ هَذِهِ الْوُجُوهِ ترجوا عَطَايَاك وتتامل وتمارس التَّأَمُّلِ فِي حَضْرَةِ الْحَقِّ تَعَالَي لاتحرمنا مَنْ تَأَمَّلَ وَجْه حَبِيبَك ياربي اجْعَل عَطَايَا هَذَا الشَّهْرِ الْكَرِيم تَأَمَّل وَجْه نَبِيِّك الْكَرِيم يَارَبّ
وُجُوه يومئذا نَاضِرَةٌ لِرَبِّهَا نَاظِرُه
ياربي اجْعَلْنَا مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْبَرْزَخ وَيَوْم الْعَرْض ياربي
وَقَبْل الرَّحِيلِ مِنْ الشَّهْرِ الْكَرِيم اكتبنا الْآن ياربي مِمَّن نَظَرْت إلَيْهِم نَظَرِه الْحَبّ وَالرِّضَا وَالْأَمَل وَالْعَمَل بِالْعَمَلِ الصَّالِح الَّذِي لَا شَقَاء بَعْدَه بِالْعَمَل الْحَكِيمِ الَّذِي لَا نَدِم مَعَه بِالْعَمَل الْمَقْبُول الَّذِي لَا حَسْرَة بَعْد ولاندامة
بِحَقّ وَجْه حَبِيبَك وَجْهِنَا لحبيبك يَارَبّ
حَتَّى نخرجوا مَنْ حُبِسَ النُّفُوس إلَيّ سَعَة الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
مَنْ حُبِسَ الْمَحْسُوسَات ، فَإِنَّهَا جسمانيات ، جسدانيات ،
إلَيّ سَعَة رِزْقِك الرُّوحِيّ والجسدي حَتَّي لَا يَكُونُ رِزْقٌ الْجَسَد حَابِس لِلرُّوح عَن هدفها الَّذِي خُلِقَتْ لَهُ
(قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) وَلِذَا حُكِم لِلرُّوح بِالْبَقَاء وَالدَّوَام وَالْخُلُود ،
اللَّهُمَّ رَبَّ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِرِزْق الرُّوحِ وَالْجَسَدِ
وَارْزُقْنَا حِكْمَةُ الْحُكْمِ بِلَا بَلَاء
فياحي ياقيوم أَحْيِنَا حَيَاة السُّعَدَاء
وَفِي صُحْبَةِ الْحَيّ الرؤوف الرَّحِيم بِالْمُؤْمِنِين سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ
والحيَّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ربُّ الْعَالَمِين يَنْعَم عَلَيْنَا بِحَيَاة
فَيَبْقَى جسدُنا وَسَط التُّرَاب
. وَبَيْنَ التُّرَابِ
وَتَحْت الثَّرَى
محترماً لَا يَأْكُلُهُ دُود
وَلَا حُوت
وَلَا شَيْءَ مِنْ هَذِهِ الْحَيَوَانَاتِ المسلطة
عَلَى جَمِيعِ الْأَجْسَاد
إلَّا أَجْسَاد مَخْصُوصَة ، مَا هَذِهِ الْأَجْسَادِ الْمَخْصُوصَة ؟
هَل وُضع عَلَيْهَا شَيْءٌ مِنْ الماديات والجسمانيات ؟
لَا . . !
لَكِن اتَّصَلَت أَرْوَاح أَصْحَابِهَا اتصالاً خاصاً قويًّا بالحيّ
فَحَكَم بِبَقَاء الْجَسَد نَفْسِه ،
فَصَار الْجَسَد الْفَانِي الَّذِي هُوَ مِنْ تُرَابٍ
وَمَالُهُ إلَى التُّرَابِ وَهُوَ عِنْدَ عَامَّةِ النَّاسِ مَنْ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ،
وَكَثِيرٌ مِنْ الصَّالِحِينَ يَتَحَوَّلُ إلَى هَذَا التُّرَاب وتأكله الْحِيتَان وَالدِّيدَان ،
. إلَّا هَذَا الْجَسَدَ الْمَخْصُوص فَلَا يُسلَّط عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ الدُّود
لِأَنَّ صَاحِبَ هَذَا الْجَسَدَ اِغْتَنَم الْأَمْر ،
فِي شَهْرِ الْغَنَائِم الْكَرِيمَ مِنْ رَبِّي
الْكَرِيم فَأَكْرِمْه اللَّهِ بِشَهَادَةِ يُحَيَّا بِهَا إِلَيَّ الْأَبَد
فَصَدَق مَعَ الْحَقِّ فِي التَّوَجُّهِ ،
فَخَرَجَ عَنْ هَذِهِ الجسدانيات كُلُّهَا ،
كَيْف خَرَجَ عَنْهَا ؟
خَرَجَ عَنْ الِانْحِصَار فِيهَا عَنْ الِانْقِطَاعِ بِهَا ،
وَصَارَتْ لَهُ مَلامِح فِي وَجِهَاتِه ،
وَفِي تأملاته ،
وَفِي وعييه وتنفسة
إلَى مَا وَرَاءَهَا مِنْ الرُّوحِ ،
فَصَارَ كُلُّهُ روحاً حَتَّى كأنَّ الجسدَ رَوْحٌ ،
وَهُو جَسَد فأُعطي مِنْ خَصَائِصِ الرُّوح ،
الرُّوحِ لَا يُمْكِنُ أَنْ يمسَّها دُود ،
لَا يُمْكِنُ أَنْ تَتَحَوَّلَ إلَى تُرَابٍ ،
فَتَنْتَقِل الْخُصُوصِيَّة لِلْجَسَد الَّذِي عايشَ هَذِه الرُّوح الَّتِي صَفَت ،
وَاَلَّتِي أُكرمت وَاَلَّتِي خُصِّصت بِالْخَصَائِص الْكَبِيرَة .
سَمِعْتُمْ قَوْلَ الشَّاعِرِ الصَّالِح الشَّيْخ عِيسَى البيانوني عَلَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ :
جَسَد تمكّن حُبّ أَحْمَدُ فِيهِ ** تَاللَّهِ إنَّ الْأَرْضَ لَا تُبليه
أَمْ كَيْفَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ وحبه** فِي قَلْبِهِ ومديحه فِي فيهِ
لَيْسَ كُلُّ مُحِبٍّ ، بَلْ قَالَ "تمكّن حبُّ أحمدَ فيه"
وَكَانَ هَذَا الشَّاعِرُ مِمَّن قُبِر بِالْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ
تَاللَّهِ إنَّ الْأَرْضَ لَا تُبليه ،
وَهَكَذَا الَّتِي جَاءَتْنَا الْأَخْبَار
عَنْ خَمْسَةَ أَصْنَافٍ :
الْأَنْبِيَاء ،
وَالشُّهَدَاء ،
وَالْعُلَمَاء الْعَامِلُون بِعِلْمِهِم ،
وحفظَة الْقُرْآنَ غَيْرُ الْغَالِي فِيه والجافي عَنْه ،
وَالْمُؤَذِّن محتسباً لِلَّه سَبْعُ سَنَوَاتٍ يُؤَذِّن لِلصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ محتسباً لِلرَّحْمَن جَلَّ جَلَالُهُ بِلَا مُقَابِلٍ ،
فَهَؤُلَاء خَمْسَةِ أَصْنَافٍ لَا تَأْكُلُ الأرضُ لَهُم أَجْسَادًا ،
وَلَكِن ، كَمَا قَالَ الْإِمَامُ الْعَارِفُ بِاَللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عِلْوَانَ عَلَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ :
مَنْ عَاشَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةَ ، شَغَلَه تَغْذِيَة جَسَدِه عَن رُوحَه فَأَرَاد أجراً فَلْيُطْلَب أجرَه مِنْ الْحِيتَانِ وَالدِّيدَان
فَقَدْ عَاشَ مشتغلاً فِي سَبِيلِهَا يقوِّي وينمِّي لَهَا الْجَسَد لِتَحْصُل غِذَاءٌ وأكلاً كثيراً ،
وَهَذِه مُصِيبَةٌ عَصْرُنَا هَذَا
الَّذِي يُدعى إلَيْهِ الْيَوْمَ كثيرٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ،
قَال أَجْسَادِكُم أَجْسَادِكُم أَجْسَادِكُم ، قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ أَجْسَادِكُم ، بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ أَجْسَادِكُم ، أَجْسَادِكُم أَجْسَادِكُم ، فِي مَظْهَرُهَا ، فِي صُورَتِهَا فِي قُوَّتِهَا ، فِي مَنْظَرِهَا ، فِي أدويتها . . .
أَجْسَادِكُم أَجْسَادِكُم ،
وَانْصَرَفُوا إلَى الْأَجْسَاد تماماً عَن الْأَرْوَاح
وَالْجَسَد فِي الدُّنْيَا يَعِيشُ فِي طَاعَةِ
وَعَلَيْه مَسحة مِنْ خَصَائِصِ الرُّوح فَكَأَنَّه رَوْحٌ ،
فَإِن قويَ هَذَا الْأَثَرِ فِيه وتمكَّن مِنْه ، انصبّت الْخُصُوصِيَّة عَلَيْهِ حَتَّى لَا تَأْكُلْهُ الْحِيتَان وَلَا الدِّيدَان وَلَا التُّرَاب ، وَيَبْقَى محفوظاً تَحْت عِنَايَة الْخَالِق ،
إلَى أَنْ يُعِيدَ اللهُ جَمِيع الْأَجْسَاد الَّتِي تحوّلت إلَى تُرَابٍ ، فِي وَقْتِ مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ النَّفْخَة الْأُولَى الَّتِي بِهَا يُصْعَق مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ،
وَمَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ تَعُود جَمِيع الْأَجْسَاد ، وَمَا مِنْ جَسَدٍ عَاشَ فِي الدُّنْيَا إلَّا وَصَانِعُه ومكوّنه يُعِيدُه كَمَا بَدَأَه أَوَّلَ مَرَّةٍ ،
(قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ) ،
(كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) ،
وَهَكَذَا ، فِي هَذَا الشَّأْنِ الْعَظِيم ،
حَتَّى تُنفخ النَّفْخَة الثَّانِيَة فَتَقُوم جَمِيع الْأَجْسَاد إذ تَطِير الْأَرْوَاحِ إلَى أَجْسَادِهَا
(ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى
فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ*
اللَّهَ اللَّهَ اللَّهَ
الْجَسَد يَقْشَعِرّ مِنْ آيَاتِ الرَّحْمَنِ فمابالكم باقلوب
وَيَأْتِي أَجْمَل خِطَاب الَّذِي اذوب شَوْقا أَنْ أَرَاهُ
..
وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا
اللَّهُمّ بِحَقّ حِبِّي لِهَذِهِ الْآيَةِ أَشْرَق رُوحِي حُبًّا وَشَوْقًا ولهفا لَك
أَشْرَق رُوحِي بِنُور وجههك ياربي
أَشْرَق رُوحِي بِحَقّ حَبِيبَك عِنْدَك يَارَبّ
لَا نَخْرُجُ مِنَ رَمَضَانَ إلَّا وَقَدْ أَشْرَقَت أَرْوَاحَنَا بنورك ياربي
لِكَي نَحْيَا بِكَ وَلَكَ وَإِلَيْك
وَاجْعَل نُفُوسِنَا نُفُوس آمِنَةً مُطْمَئِنّةً بِذِكْرِك وَافْتَح مسامع قُلُوبِنَا لِذِكْرِك وَأَشْرَق قُلُوبَنَا بِذِكْرِكَ شُرُوق لَا ظُلْمَةَ بَعْدَهُ يَارَبّ
شُرُوق لَا ضَلَال بَعْدَه ياربي
وَوُضِعَ الْكِتَابُ
آه
آه
آه
وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء
وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ) .
فَمَا بَالُنَا نَحْن ياربي نَحْن اضعب مِن نتحمل سَمَاع الرُّعْب فَهَل نتحمل حَقّ الييقن
لَا يَارَبّ بِعِزَّتِك ياربي اعونا عَنْ هَذَا الْمَشْهَد
قُضِي بَيْنَهُم
لاريد أَن تُعَامِلُنِي بِعَدْلِك ياربي
عاملني بِرَحْمَتِك ياربي
لَا سُؤَالُ
لَا قَضَاءَ
لَا أَيْ شَيْءٍ غَيْرُ حَنَّانَةٌ الْأُمّ لِوَلَدِهَا الضَّالّ إذَا رَجَعَ إلَيْهَا
حَضَن الْغُيَّاب بَعْد البعاد يَارَبّ
فَيُصْبِح حَالُنَا فِي دُنْيَا زَائِلَةٌ هَكَذَا
لاَشَيْء ، لَا يغرنا ،
(فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)
هَلْ لَك حُكْم يَتَجَاوَز الْحَيَاة الْقَصِيرَة ؟ أَنْت بكبريائك
هَلْ لَك حُكْم يَتَجَاوَز هَذِهِ الْحَيَاةَ الْقَصِيرَة ! ؟
مَا فِي ، إذْن أَنْت قَصِيرٌ وحكمك قَصِيرٌ ،
وَلَكِن عشِقنا مَن إلَيْهِ الْمَصِيرُ ،
(إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ)
فَمَا الَّذِي حَصَلَ ؟
هُدِّدوا
(فَلَأُقَطِّعَن أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ)
وَلَا صُلبوا وَلَا قُطِّعت أَيْدِيهِم ،
أبداً ،
(وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا
لّا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى ايخاف كَلِيمُ اللَّهِ ؟
نَعَم حَتَّي يُصَلّ لُقْمَة الْوُصُول لِرَبِّهِ أَنْ يَكُونَ كَلِيم رَبِّه
الْخَوْف نَارٌ مُحْرِقَةٌ تَصْعَد بِك كاصاروخ لاعالي الدَّرَجَات
* فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ)
سَارَت الْقُوَّة وَالنُّفُوذ وَالْحُكْم الْقَصِير الْحَقِير وَرَاء مرعيين بِحُكْم العليّ الْكَبِير ،
فتضاءل هَذَا إِمَامٌ هَذَا ،
(فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ*
وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى*
نَحْنُ الَّذِينَ بيدِنا الْأَمْر ،
لَا تِلْكَ الصُّورَةِ الَّتِي أبرزناها لاختباركم ، فَلَمَّا صَدَقْتُم مَعَنَا كَانَتْ هَذِهِ النَّتِيجَةَ ،
جَمِيعِ مَا هُوَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِن حُكم الْيَوْم ،
كُلٍّ مِنْ قَابِلَة بنظارة
(لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ
وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ
مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)
سَيُسَلَّم مِنْه مَهْمَا كَانَ تهديدُه
وسيمضي تَحْت إمَامِه النبوّة وَالرِّسَالَة ،
وَالْإِرْث الْمُحَمَّدِيّ
وسيُسخَّر لَه الْبَحْرِ وَلَا يَخَافُ دركاً وَلَا يُخْشَى ،
لَكِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ فتنُ هَذِه الْمَحَاكِم عَلَى هَذِهِ الْأَرْضَ
لِأَنَّهُم عظّموها ، لِأَنَّهُم اغْتَرُّوا بِهَا ،
لِأَنَّهُم ظنّوا أَنَّهَا الفعّالة ؛
والفعال وَاحِد ،
(إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ* وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ* ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ* فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ) .
فبالثقة بِهِ وَالِاعْتِمَادُ عَلَيْهِ ،
تُعْرَفُ حَقَائِقُ مَا يَحْصُلُ للمتوكلين عَلَيْه ،
والمستندين إلَيْه جَلَّ جَلَالُهُ ،
ياسند مَنْ لَا سَنَدَ لَهُ
مَنْ يَصِلُ لِهَذِهِ الْمَعَانِي لايصل لَهَا بَعْدَ أَنْ يَحْتَرِقَ فِي نَارِ الامتحانات الصَّادِقَة لِكَي يَتَلَذَّذ يَجِبُ أَنْ يتعذب
قَالَ سَيِّدُنَا الْخَلِيل "حسبي اللَّهُ وَنِعْمَ الوكيل" ،
فَلَمَّا عرضَ لَه سَيِّدِنَا جِبْرِيل . :
أَلَكَ حَاجَةٌ ؟ قَال "أما إلَيْك فَلَا ! "
لِأَنَّهُ كَانَ فِي حالةٍ مِنْ الْقُرَبِ
وَكَانَ أَقْرَبَ إلَى الرَّحْمَنِ مِنْ سَيِّدِنَا جِبْرِيل ،
مَقَامَك دُونَ هَذَا . .
أَنَا وُجِدَت الْأَعْظَم الأجلّ . .
قَال : فسَله ، قَال : عِلْمِه بِحَالِي يُغني عَن سؤالي"
(قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ،
وَالظُّلْم الَّذِي يُلبس بِهِ الْإِيمَانَ
اعْتِمَادَ عَلَى غَيْرِ اللَّهِ ،
اعْتِقَاد استقلالية فِي الْفِعْلِ لِغَيْرِ اللَّهِ ، ظنّ تَقْدِيمٍ أَوْ تَأْخِيرِ لِغَيْرِ اللَّهِ ،
هَذَا ظَلَم يُلبس بِهِ الْإِيمَانَ
(وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ)
لَا شِرْكٌ جليّ وَلَا شِرْكٌ خفيّ ،
فَاَللَّه يكرمنا بِشَرَاب هَذَا الْإِيمَانِ نَشْرَبُهَا ، كَمَا شُرْبِهَا مَن قَبْلَنَا مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ ، وَالْعِبَاد الصَّالِحُون ،
عَلَى مَمَرِّ الْقُرُون عَلَيْهِم رِضْوَانُ اللَّهِ . .
يَا مَنْ سَقَيْت تِلْك الْقُلُوب الطَّاهِرَات
نتوجه إلَيْك ونتوسل بِهِمْ أَنْ ترحمنا
فتسقي قُلُوبِنَا هَذِهِ كُلَّهَا ،
يَا اللَّهُ ،
إيمَانٍ لَا يُلبس بِظُلْم يَا رَحْمَنَ ،
يَا اللَّهُ ، إيماناً لَا يُلبس بظلمٍ أَبَدًا
بحبيبك سقيتَ الرَّعِيلُ الْأَوَّلُ ،
وَنَسْأَلُك بِذَلِك الْحَبِيبُ الَّذِي جعلتَه إلَيْنَا مرسلاً ،
فَلَا تحرِمنا خَيْرُ مَا عِنْدَك لشرِّ مَا عِنْدَنَا ،
وَاسْقِنَا مِنْ ذَلِكَ الشَّرَابِ
عَلَى يَدِ خَيْرُ النَّاسِ ، حَتَّى يَقْوَى لَنَا الْأَسَاس ،
يَا فعالاً لِمَا يُرِيدُ ،
لَا شَرِيكَ لَك ،
لَا نِدَّ لَك ،
لَا مِثْلَ لَك ،
لَا شبهَ لَك ،
أَنْتَ الْمَلِكُ وَحْدَك ،
فَيَا مَنْ تفرَّد بِالْمِلْك أَرْحَم الْمَمْلُوكَيْن ،
وأكرِمنا بِمَا أكرمتَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ فِي شهرك الْكَرِيم
يَا اللَّهُ . ..
تعليقات
إرسال تعليق