الحكمة ٢٩ من حكم النور والسرور لابن عطاء الله

  الحِكمة التاسعة والعشرون 

شتان بين من يُستَدل به أو يُستَدل عليه ،المستدل به عرف الحق لأهله وأثبت الأمر من وجود أصله ،والاستدلال عليه من عدم الوصول إليه . وإلّا فمتى غاب حتى يُستَدل عليه ؟ ومتى بُعِد حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه ؟ 

في هذه الحكمه يتحدث عن الاستدلال على أهم وأوضح حقيقة في هذا الكون وهي حقيقة وجود الإله الخالق لهذا الكون وفي عصرنا الان كثر الالحاد وهذا بتقصير من عرف ربه ولم يخبر وينشر حقيقة الاسلام فنحن فينا الخير بمقدار ما ننشر نور الله ولكل عصر نوره الذي يجب ان يستخدم وما بعث رسول الا بلسان قومه اي يتغير حال الداعي بقدر ظروف المدعو فلكل انسان له باب غير الاخر 

شتان بين من يستدل به أو يستدل عليه المستدل به عرف الحق لأهله وأثبت الأمر من وجود أصله والاستدلال عليه من عدم الوصول إليه . وإلا فمتى غاب حتى يستدل عليه ؟ ومتى بعد حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه ؟

حين يؤمن الإنسان بوجود الخالق لهذا الكون، إما أن يستدل على ذلك بالخالق نفسه سبحانه  وإما أن يستدل على وجود الخالق بما خلقه من مخلوقات

ومن الآثار التي تدل على أنَّه الخالق ما ذكره الأعرابي الذي قال: "البعرة تدل على البعير.. وأثر السير يدل على المسير.. فسماء ذات أبراج.. وأرض ذات فجاج.. ألا تدل على العليم الخبير.. 

فهذا استدل على وجود على الخالق بما خلقه سبحانه من أرض وسماء وبحار وغيرها"

لكن ما نبه إليه الإمام في هذه الحكمة أنَّ الاستدلال هذا استدلال من الأدنى (الأكوان) للأعلى (الإله)

 ونبه أنَّ المقام الأعلى أن الله تعالى لم يغب حتى تستدل عليه فهو سبحانه حاضر معنى في كل حال ونفس

فهو سبحانه أظهر من كل شيء ولا يحتاج لدليل إلا لذوي العقول المريضة ومن لا يرى الحق فالشمس وهي أحد مخلوقاته لا تحتاج لدليل يدل على وجودها 

               أفيكون خالقها يحتاج لدليل؟؟؟

لقد بنى أهل المحبة  قواعد دعوتهم إلى الله على أصول صحيحة في حب ربهم

صانوا بها قلوبهم من وهم الدنيا وهوامش الامور الي اعلي عليين فاهل المحبه في رقي في كل نفس من انفاسهم سلالم تصل بهم لربهم  ما من نفس إلا ولهم فيه هدف 

وسئل الامام الجنيد رضي الله عنه عن التوحيد، فقال:” إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته بكمال أحديته: أنه الواحد، الذي لم يلد، ولم يولد. بنفي الأضداد، والأنداد، والأشباه، بلا تشبيه. ولا تكييف، ولا تصوير ولا تمثيل (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) 

 ويقول أبو نصر الطوسي: “سئل رُوَيْمُ عن أول فرض افترضه الله عزَّ وجلَّ على خلقه ما هو؟ فقال: المعرفة

 لقوله جلَّ ذكره: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) 

قال ابن عباس: “إلا ليعرفون.”

ما اروع تفسير ابن عباس لهذه الاية  إذا حقيقة العباده معرفه الحبيب فمعرفة من تعبده تجعل القلب يذوب شوقا للقياه 

اللهم اشعل في قلوبنا شوقا للقياك واجعل يوم لقائنا يوم عرس وزفاف يوم فرح وارزقنا بشري تهدئ به لهفة قلوينا حتي نعيش دنيانا بك ولك انفاسنا تتنفس ريح جنتك ياأرحم الراحمين