مَنْ وَجَدَ ثَمْرَةَ عَمَلِهِ عَاِجلاً فَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى وُجُودِ القَبُولِ آجِلاً
فسرها الشهيد رحمة الله عليه وقال فيها : أن من وجد ثمرة عمله الصالح عاجلاً من استئناس مكاشفات وحلاوة مناجاة كما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه و سلم : " وجعلت قرة عيني في الصلاة " فهو دليل على وجود القبول آجلاً
{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } جنة معجلة وهي حلاوة الطاعات ولذاذة المناجاة والاستئناس بفنون المكاشفات
وجنة مؤجلة وهو فنون المثوبات وعلو الدرجات
ولا ينبغي للعامل إذا وجد الحلاوة أن يفرح بها أو يقف معها لأنه في الظاهر يكون قائماً لله وفي الباطن إنما قام لحظ نفسه بل لا ينبغي أن يكون عمله لنيلها لما فيها من اللذة والحظ وذلك يقدح في إخلاص عبادته وصدق إرادته . وليكن اعتناؤه بحصولها لتكون ميزاناً لأعماله ومحكاً لأحواله
ثمرة العمل هي لذيذ الطاعة وحلاوة المناجاة ، وأنس القلب بالمراقبة ، وفرح الروح بالمشاهدة والسر بالمكالمة ، قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ
ودليل وجود هذه الثمرة النشاط في النهوض إليها ، والاغتباط بها والمداومة عليها وزيادة المدد فيها ، وهي علامة حلول الهداية في القلب قال تعالى : وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً
وللبوصيري في همزيته :
وإذا حلّت الهداية قلبا *** نشطت للعبادة الأعضاء
فمن رأيناه في زيادة الأعمال والترقي في الأحوال علمنا أنه وجد لعمله ثمرة ، فهي بشارة له على قبولها ، ومن رأيناه انقطع عن عمله أو نقص من أحواله خفنا عليه عدم قبول أعماله .
ومن ثمرة العمل أيضا : الاستيحاش من الخلق ، والأنس بالملك الحق . ومن ثمرة العمل أيضا الاكتفاء بعلم اللّه ، والاستغناء به عما سواه .
زاد الشيخ زروق رضي اللّه تعالى عنه الحياة الطيبة ، ونفوذ الكلمة ، وانتفاء الحزن للفرح بالمنة
فدليل الأول قوله تعالى : مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً
قيل : هي القناعة ، وقيل : هي الرضا والتسليم والتحقيق أنها المعرفة ،
ودليل الثاني وهو نفوذ الكلمة قوله تعالى : وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ فنفوذ الكلمة هي الخلافة ،
وقال أيضا : وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا
وأما الثالث : وهو انتفاء الحزن ، فدليله في نفسه ، لأن حلاوة العمل تنسي الحزن والغم ، لأنها شبيهة بنعم الجنة ،
قال تعالى في شأن أهل الجنة : وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ
اعتقد هنا أن مقصود الذه هي ثمره وترمومتر للقبول
هذه الكلامات تثلج قلبي بماء اليقين حينما اسمعها ان اقل ماافعل بالعابد حينما يؤثر دنياه على ربه ان احرمه لذيذ منجاتي
لذه الحديث مع ربك في اي وقت وخصوصا في ساعة التنزيل هيا من اشد العقوبات ان لم تجدها في قلبك فاعلم انه قد ختم عليه بختم الاإلف ألفت النعم فحرمك من النعم بل من أهم واعظم نعمة وهي لذة المنجاة
أشعر انه يقصد ب ثَمْرَةَ عَمَلِهِ عَاِجلاً ان ترى لقلبك حال منعش واعي فاهم فرحان ان الينك شغال وان الواصل قد اتي ووصلت البوصله صح كنتاكت رباني قشعريره كما قالها ربنا لنا تقشعر جلودهم لذكر الله هي قشعريرة القبول والحب وان الحنانات قد حان وقتها ما أروع هذه اللذات وما اجملها ان تشعر ان حبيبك يبادلك حباً بحب ويقولها لك ولكن باحاسيس تجدها في صدرك وكأن صدرك يرتجف من وصلك الوصال التي قد حُرمت منها لسنوات بسبب إثارة دنيتك عن ربك وهنا فقط ستفهم مدى مافعلته بنفسك وكم الظلم الذي سببته لها حينما غرست قدمك في وحل الدنيا وتوهمت انك تعبده
وبعد الوصال يحلي الكلام ويفهم الكلام وتفهم كل قصصك السابقه والاتيه فهي نفحات واردات استغلها بكل طاقتك وسجل فيها كل خاطرهواحظر العُجب ان يآتيك فتنذلق من جديد فلا يلدغ المؤمن مرتين فاسعد بربك وتنور بربك وجالس ربك فما من بشر يستحق أن تجالسه وتؤانسه فكلهم الي زوال ونعمة ربك خيراً مما يجمعون فاحمع في حضنك كل نعم ربك وتعرض لنفحاته في الثلث الأخير وناجيه بنعمه
وتملق إليه بإحسانه فالمحسن يحب الإحسان فابدء من اليوم وسامح بل ذد وأحسن كما أحسن الله إليك أحسن الي عباده يرضيك ويكفيك ويعطيك
والإحسان الافوره بلغة العصر في الحب والعطايا ولكنها افورة محبة لربك ولخلق ربك لرضا ربك في عباد ربك
اللهم ارزقنا إحسان القول والعمل واذقنا لذة مناجاتك واعطنا من فضلك وكرمك بما أعطيته لعبادة الصالحين واحشرنا في زمرةالمتقين الصادقين والشهداء يارب العالمين
#حكم
#الحكم_العطائية
#ابن_عطاء_الله #شرح_الحكم
#شرح_الحكم_العطائية
#حكم_النوروالسرور
#حكم_ابن_عطاء_الله
#دعاء
#كن_له_يكن_لك
اللهم ارزقنا إحسان القول والعمل واذقنا لذة مناجاتك واعطنا من فضلك وكرمك بما أعطيته لعبادة الصالحين واحشرنا في زمرةالمتقين الصادقين والشهداء يارب العالمين
ردحذف