إن ربنا يطوي لك شئ معناه كبير فوق ماتتصور ثمار لشئ نقي جواك
الطي هو اللف والضم بحيث يصير الطويل قصيراً والكبير صغيراً يقال طويت الثوب أي ضممته وينقسم إلى أربعة أقسام :
- طي الزمان
- وطي المكان
- وطي الدنيا
- وطي النفوس
فأما طي الزمان ......فهو أن يقصر في موضع ويطول في موضع آخر كان للصالحين قصص كثيره في هذا يطوي لهم المسافات طريق يراح في ساعات يطوي لهم فيكون هناك قبل كل الناس في نص ساعه
وأما طي المكان... ... فمثاله أن يكون بمكة مثلاً فإذا هو بغيرها من البلدان ، وهذا مشهور لأولياء الله ، قال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه :" والله ما صار الأولياء من قاف إلى قاف حتى يلقوا رجلاً مثلنا فإذا لا قوه كان بغيتهم".
وأما طي الدنيا ....... فهو أن تطوى عنك مسافتها بالزهد فيها والغيبة عنها وحصول اليقين التام في قلبك حتى يكون الآتي عندك واقعاً ، أو كالواقع .
وأما طي النفوس ...
وهذا هو محلنا الليلة في الإعداد لشهر الحب
فهو بالغيبة في الله عنها ولذلك يتحقق الزوال وتمام الوصال فيما يأتي ليس الشأن أن تطوي لك الأرض فإذا أنت بمكة أو غيرها من البلدان
إنما الشأن أن تطوى عنك أوصاف نفسك فإذا أنت عند ربك
وهذا هو الطي الحقيقي المعتبر عند المحققين
لاطي الزمان أو المكان إذ قد يكون أستدراجاً أو مكراً أو تخيلاً وسحراً فالطي الحقيقي هو أن تطوي عنك مسافة الدنيا كلها حتى يكون الموت أقرب إليك من نفسك التي بين جنبيك.
وحتى ترحل عنها بالكلية فلا تبقي فيك منها بقية ، هنالك ترحل إلى عالم الملكوت وتكشف لك أسرار الجبروت قيل لأبي محمد المرتعش :" أن فلاناً يمشي على الماء ، قال:" عندي من مكنه الله من مخالفة هواه فهو أعظم من المشي على الماء وفي الهواء" ومخالفة الهوى إنما تكون بالزهد في كل شيء ، والغيبة عن كل شيء
لا تفرحوا للفقير إذا رأيتموه يصلي كثيراً أو يذكر كثيراً أو يصوم كثيراً أو يعتزل كثيراً حتى تروه زهد في الدنيا ورحل عنها ولم يبق له التفات إليها فحينئذ يفرح به ولو قلت صلاته وصيامه وذكره وعزلته
استشعر عظمة هذا الطي وتتمنى ان تكون منهم
بمجرد ماتاخد قرار كن فيكون ستجد الطي في كل تفاصيل حياتك
وعندما تستمتع بطريقة ما لا تصبح طماعاً على الفور!... بل استمر بها قدر استطاعتك
تعليقات
إرسال تعليق