لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً
يتوهم المتوهمون أن الإحصاء هو العد
لو تذكروا في بدايات تأملات الأسماء الحسني من احصاه دخل الجنة مستحيل ان من حفظها او عدها يدخل الجنة اذا الإحصاء ليس العد او الحفظ
فالعد شيء والإحصاء شيء آخر فالعد معروف تقول: عندي ثلاثون كتاباًأما الإحصاء أن تقول: قرأت كل هذه الكتب وفهمتها صفحة صفحة قيَّمتها
وعرفت أخطاءها وفوائدها
فالإحصاء يعني العِلم الدقيق
فالمحصي هو اسم متعلق بعِلم الله
قالوا الإحصاء هو الإحاطة بتفاصيل كثيرة للأشياء وليس هو التعداد
هو المحصي الذي يحصي الأعمال و يعدها يوم اللقاء فالإنسان لا يستطيع أن يعد كم يوماً عاشه وكم كلمة لفظها لكن الله يعلم كل أعمالك بدقائقها وتفاصيلها وأهدافهاكل هذا تراه يوم القيامة رأي العَيْن وهذا هو معنى المحصي
﴿وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ
إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
فاإذا أيقنا أن الله يحصي علينا كل حركاتنا وكل أنفاسنا وكل أفعالنا
وكل وساوسنا زاد وعينا وتحولت غفلتنا ليقظة كلما كنت في حالة الوعي كنت الي المحصي أقرب وأكملت بقدر وعيك واذكر يساعدك علي الوعي التنفس السليم تركيزك في التنفس يزيد من وعيك
الإمام الغزالي يرى أن المحصي هو العالم
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا
جاءت بالمفرد
والسؤال هل النعمة الواحدة تُعد ؟
استنبط العلماء أن النعمة الواحدة لو أمضيت كل حياتك تَعُدُّ خيراتها وبركاتها ومنافعها تنقضي حياتك ولا تنقضي منافعها
﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً
لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً
﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ
﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً
إلهي أنت المحصي لحركات العباد والمحيط بعمل أهل الجفاء وأهل الوداد أحصيت جميع الأسرار في الإنسان وجمعت فيه سائر الأكوان اكشف عن قلوبنا الحجاب حتى نشهد في أنفسنا أنوار المعطي الوهاب وامنحنا نور المراقبة حتى نراقب جميع أعمالنا ونحصي سائر أحوالنا إنك على كل شيء قدير
ردحذف