تأملك لهما يصب في قلبك نور الحمد بأن كل ماتقوله وتفعلة عند رب كريم لا يضيع عمل عامل مهما يأسك الشيطان من ان كل مافعلته ضاع واصبح هباء كل تعبك كل كلماتك كل تربية ربيتها لاحدا لا شئ يضيع كله مسجل عند مليك مقتدر
الحمد لله الذي جعل الأقوال والأفعال ترجمة لما في الضمير والبال
وعنوانا لما يستقر في القلب ويرسخ في الباطن من الأحوال
الظاهر الباطن الذي يري كل شئ ويكتب كل شئ ولا يترك لك شئ لكي لايكون للناس حجة الأقوال والأفعال لما يبطن عند كل إنسان
إن الحق جل جلاله رتب على الأقوال والأفعال الجزاءوهي حساب ودفاتر معده اعداد من علي قدير
فإن الإرادة التي أعطاها الله لعبده تنبسط من القلب باستصدار
الأوامر للسان فيقول وللأعضاء فتتحرك تحت تلك الإشارة من القلب والضمير فتكون ترجمة عما حل في ذلك القلب
إما في الرقي والسمو والقرب وإما في الانحطاط والانحدار والبعد والعقاب
من كلمة من نظرة قد ترتفع درجته بتلك الكلمة أو بتلك النظرة أو بتلك الحركة
وقد يكتسب بها سخط الله جل جلاله وتنحط درجته
إذا فمراقبة الأقوال والأفعال علامة صحة الإيمان بالله ذي الجلال والعكس الاستهتار بهما علامة ظلمة القلب والبعد عن الرب
القائل في التنزيل على عبده الجليل سيدنا وحبيبنا (وخافون إن كنتم مؤمنين)
وهذا الخوف من الله يقوم به الزمام لكل من القول والفعل ليستقيم على مرضاة الرب حسب ما بلغ خاتم الرسل
ألا وإن أكثر مؤثر في حركة الإنسان والباعث له على الأقوال سمعه وبصره فربطهما الله بالفؤاد وقال:
(ولا تقف ما ليس لك به علم ۚ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)
كل أولئك من سمع الإنسان ومن بصره ومن فؤاده كان عنه مسؤولا كله متسجل لا ينسي ربنا
مسؤولية كبرى أمام محكمة مالك الدنيا والأخرى
والعالم بشؤون وأحوال وأقوال خلقه
من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وليذكر الموت والبلى
وتفيض المشاعر بحسب الإيمان يفيض باطنه بمشاعر الولاء والتعظيم والمحبة فمن احب لله مستحيل ان يكون الا له ولا يخفي علي الله خافية ومن احب لغرض دنيوي لدنيا يصيبها او امرئة ينكحها فهجرته لما هاجر الية كما قال حبيبي في حديث عمر الذي هو ثلثى الاسلام حديث النوايا بواطن النفس التي لا يطلع عليها الا رب النفس
لا يستطيع أن يخفي ذلك لقوة الإيمان الذي في قلبه او العكس باطن ظاهر كله عند الله
كل قول وفعل مصدره في القلب
إيمان أو نفاق ومصدره في القلب محبة أو بغض ومصدره في القلب صدق أو كذب
هكذا كل قول وهكذا كل فعل، فلا تحتقرن الأقوال ولا الأفعال
ولقد قال نبيك: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ به ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه أبدا ويرفعه في الجنة درجات، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يظن أن تبلغ به ما بلغت يكتب الله بها عليه سخطه أبدا، ويهوي بها في النار أبعد من الثريا.
لك ميزان فيما تقول وفيما تفعل ولك ضبط في الأقوال والأفعال في نفسك وفي أسرتك ومجالسك المختلفة
، قال إلهنا الذي إليه المرجع وله الحكم: (وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها ۗ وكفى بنا حاسبين)
فالإيمان في القلب تقوم به مشاعر طلب رضوان الله ورضوان حبيبه
ولا مبالاة في رضوان الله ورسوله أن يغضب ذا أو ذا أو ذاك، أفراد أو جماعات، صغار أو كبار، قال نبينا المختار في خطاب إلهه الغفار (إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي)
وقال (سبحانك لك العتبى) أي طلب الرضا حتى ترضى
لك العتبى حتى ترضى، أي يقوم ديني وعبادتي على طلب رضوانك حتى أنال رضوانك
ولم يرض جبار السماوات والأرض عن أحد من خلقه كما رضي عن محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وبذلك قدمه على من سواه
تمرين اليوم عملي
ورقة وقلم واضبط الأقوال والأفعال ٢٤ ساعة فقط احسب لنفسك كلماتك وليكن في نهاية اليوم حساب الافعال اعمل ميزان لنفسك و كن واضحا مع نفسك لا تخدعها احسب صح كل كلمه كل فعل وانظر لما كتبت بيديك وهذا في يوم واحد فقط ولعله يشعر بعدها بحنينه لمن خلقة ويستشعر ويتذوق حلاوة كلام ربه
واجعل من أقوالك كثرة صلاة وسلام على المرسل إليك ولو مئة مرة فقط اختم يومك بها
ليصلي عليك ربك وتقرب من نبيه يوم القيامة. يوم العرض علي من لاتضيع عنده الودائع
يا خير التوابين يا من يحب التوابين ويحب المتطهرين اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين واجعلنا من عبادك الصالحين واختم لنا بالحسنى وأنت راض عنا يا رب العالمين واجعلنا من أهل الوجوه الناضرة التي هي إليك ناظرة
يا خير التوابين يا من يحب التوابين ويحب المتطهرين اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين واجعلنا من عبادك الصالحين واختم لنا بالحسنى وأنت راض عنا يا رب العالمين واجعلنا من أهل الوجوه الناضرة التي هي إليك ناظرة
ردحذف