الحكمة 56 من حكم النور والسرور لابن عطاء الله

  النور جند القلب كما أن الظلمة جند النفس ، فإذا أراد الله أن ينصر عبده أمده بجنود الأنوار ، وقطع عنه مدد الظلم والأغيار

ابن عطاء الله هنا بيوضح لنا ان النفس ظلمانيه بطبيعتها لأنها تركن للحظ والهوى والعجيب في هذه الحكمه انه ربط النور بالقلب وكأن الطبيعي ان قلبك مخلوق منور زي الطفل مش ملوث باي حظ من النفوس ولكن وحده وحده بيبدء التعلق بثدي امه ثم بحضنها ورائحتها ثم يبدء الفطام ويتعلق بالأكل واللعب ثم بعد ذلك بالاصدقاء والمدرسه هكذا يذهب من تعلق لتعلق  

وكلها ما هي إلا ظلمات في ظلمات ولا تتطهر النفس منها الا اذا شعرت بأن لها قلب هو محل نظر الرب وانه كونه محل نظره فهو فيه نور ونحن من حجبا هذا النور بقدر تعلقنا بالاشياء 

فتخيل نفسك لو اشتغلت عليك ٤٠ يوم بس تمسح اي تعلق في قلبك باي بشر جرب وشوف كم النور ال هيظهر لك فجئه هو موجود  لكن اختفى من دخان الهوى والحظ

فهنا ينبهنا ان ارادة الله لينا إن حجب عنا هذا الظلام بمحو من أحببنا وكان سبب في ظلام قلوبنا وحجبنا عن الحقائق بالعكس حجابه لك عن الظلام وانه قطع عنك ماتر يده من دنياك هو دليل على حبه لك

ولكن حبيب الله احب امنا عائشه ومن قبلها خديجه وقال رزقت حبها فكيف بك تقول ان الحب حرام وظلمه

قلنا فيما مضى انها معادله صعبه نورنا إليها حببنا حتى لانقع في فخ الشيطان

فقال حُْبب إليا من دنياكم الطيب والنساء وجُعلت قرة عيني في الصلاة

وزن الكفه وانتا مستحيل توزنها في بدايات الحب وهيجان القلب لا يبقى في قلبك مكان للرؤيه فمابالك يامسكين كيف تستغيث وكيف تخرج من ظلامات نفسك

مستحيل ان نفهم هذا الكلام إلا بالخلوه الحلوه

        فضي نفسك كل شهر ٢٤ ساعه خلوه فضي فيها دماغك وقلبك وعقلك من كل شئ ولا يكون معك اي وسيله تربطك بالبشر انعزل واجلس مع من قال لك انا جليسك ربك رب العزه يقولها لك انا جليس لمن ذكرني حتى تتشبع بنور الحضره

ثم بعد ذلك انظر لقلبك  هل مازل متعلق وشبطان في شئ مستحيل

إذا المطلوب لكي افهم ان منع ربي لي من شئ أحببته هو عطاء فاليتذكر هذه الحكمه فإذا أراد الله أن ينصر عبده أمده بجنود الأنوار ، وقطع عنه مدد الظلم والأغيار قطعه لك عن من تعلقت بهم حب ونصره لك وانتا لا تدري افهم

اللهم فهمنا كما فهمتها سليمان ونورنا بنور حبك وحب حبيبك وحب الحضور في حضرتك ياقدوس ياطهور حبب إلينا الخلوه وانر قلوبنا بنور حضرتك وحقق فينا انا جليس لمن ذكرني حببنا فيها وحبب ملائكتك فينا ولاتحرمنا حضورا ياغنى ياحميد اغننا بحبك عمن سواك ياودود