174) وُرُودُ الفَاقَاتِ أَعيَادُ المُرِيدِينَ.
ابن عجيبة شرحهم بروعه فقال:
المحبون يعاجلهم الله بالعقوبة ويضعهم في امتحانات وعندما يصل الواحد منهم لهذه الدرجة من عدم الفهم عنه وأن الله تعالى لا يدعهم حتى ينتصر لهم ويأخذ ثأرهم فإن وجد الفقير هذه الأمارت في نفسه فليعلم انه مارءي بعمله وأن أخفاه عن أعين الناس
وقد روى عن على كرم الله وجهه أن الله تعالى يقول للفقراء يوم القيامة ألم تكونوا ترخص عليكم الأسعار ألم تكونوا تبادرون بالسلام ألم تكونوا تقضي لكم الحوائج وفي الحديث الآخر لكم قد استوفيتم أجوركم
وقال عبد الله بن المبارك روى عن وهب بن منبه رضي الله عنه أن رجلاً من العباد قال لأصحابه أنا إنما فارقنا الأموال والأولاد مخافة الطغيان فنخاف أن يكون قد دخل علينا في أمرنا هذا من الطغيان أكثر مما دخل على أهل الأموال في أموالهم أن أحدنا إذا لقي أحب أن يعظم لمكانه دينه وإن سأل حاجة أحب أن تعطي له المكان دينه وإن اشترى شيئاً أحب أن يرخص عليه لمكان دينه فبلغ ذلك ملكهم فركب في موكب من الناس فإذا السهل والجبل قد امتلأ من الناس فقال السائح ما هذا قيل له الملك قد أظللك فقال للغلام اتني بطعام فأتاه ببقل وزيت وقلوب الشجرة فأقبل يحشو شدقه ويأكل أكلاً عنيفاً فقال الملك أين صاحبكم قالوا هذا قالوا له كيف أنت قا كالناس وفي حديث آخر بخير فقال الملك ما عند هذا من خير فانصرف عنه فقال السائح الحمد لله الذي صرفك عني وأنت لي ذام
ومن هذا النوع من الرياء خاف الكبار وعدوا أنفسهم من الأشرار كما روى عن الفضيل رضي الله عنه أنه قال من أراد أن ينظر إلى مراءي فلينظر إلى
هذا وسمع مالك بن دينار امرأة تقول له يامراءي فقال يه هذه وجدت إسمي الذي أضله أهل البصرة
إلى غير هذا مما روى عنهم في هذا المعنى ولا يسلم من الرياء الجلي والخفي إلا العارفون الموحدون لأن الله تعالى طهرهم من دقائق الشرك وغيب عن نظرهم رؤية الخلق بما أشرق على قلوبهم من أنوار اليقين والمعرفة فلم يرجو منهم حصول منفعة ولم يخافوا منهم وجود مضرة فأعمال هؤلاء خالصة وإن عملوها بين اظهر الناس ومن لم يحظ بهذا وشاهد الخلق بهذا وشاهد الخلق وتوقع منهم حصول المنافع ودفع المضار فهو مراء بعمله وإن عبد الله تعالى في قنة جبل بالنون أي أعلاه
فالواجب على الفقير إذا خصه الله بخصوصية كتمها وجحدها وسترها إلا عن شيخه فإن أظهرها فهو على خطر فقد يكون تحدثاً وقد يكون نجحاً وفي الكتمان السلامة وقد تقدم قول الشيخ من رأيته مجيباً عن كل ما سئل ومعبراً عن كل ما شهد وذاكراً كل ما علم فاستدل بذلك على وجود جهله
ورود الفاقات أعياد المريدين
يعني : أن أيام موارد الفاقات أي البلايا والمحن هي أعياد المريدين أي الأيام العائدة عليهم بالمسرات والأفراح . فإنهم يفرحون بالفاقات لما فيها من ذل النفس الموصل إلى رب البريات كما تفرح العوام بأيام الأعياد لما فيها من الشهوات التي توصل نفوسهم إلى بلوغ المراد . وما ألطف قول بعض العارفين :
قالوا غداً العيد ماذا أنت لابسه فقلت خلعة ساق حبه جرعا
فقر وصبر هما ثوباي تحتهما قلب يرى إلفه الأعياد والجمعا
أحرى الملابس أن تلقى الحبيب به يوم التزاور في الثوب الذي خلعا
الدهر لي مأتم أن غبت يا أملي والعيد ما كنت لي مرأى ومستمعا
( 175 ) ربما وجدت من المزيد في الفاقات ما لا تجده في الصوم والصلاة
أي ربما وجدت - أيها المريد - في الفاقات من مزيد صفاء القلب وطهارة السريرة ما لا تجده في الصوم والصلاة . فإن الفاقات مباينة للهوى والشهوة على كل حال بخلاف الصوم والصلاة فإن حظ النفس قد يعتريهما فيحصل فيهما إخلال
( 176 ) الفاقات بسط المواهب
يعني : أن الفاقات تدخل المريد حظيرة القدس وتجلسه على بساط الأنس فتحصل له
المواهب الربانية والنفحات الرحمانية . كما وضح ذلك بقوله
#صباح_السعادة
#شرح_حكم_ابن_عطاءالله
#مولدالحبيب
#صلواعليه
#صباح_الحب_للحبيب
#يوم_ميلادك_اشرقت_الارض
#الدعاءنوروقبول
#الشكررحمةربك
#كن_له_يكن_لك
#صباح_الفل
#Buongiorno
#guenaydin
#BuenosDias
#GoodEvening
#مساء_الفل #مساء_الخير_والسعاده
#مساء_الخير
تعليقات
إرسال تعليق